تمر بذور السمسم بعد الحصاد بعدة مراحل متكاملة لضمان الحصول على منتج نهائي عالي الجودة، نظيف، صالح للتخزين ومناسب للبيع. تبدأ العملية بالتنظيف المسبق، حيث يتم إنشاء تيار هواء قوي في الاتجاه المعاكس لتدفق السمسم داخل جهاز الشفط، مما يؤدي إلى إزالة الشوائب الكبيرة مثل الغبار والحصى وبقايا النباتات، ويضمن بداية معالجة صحية للبذور.

في مرحلة التنظيف، تُستخدم آلات متخصصة لفصل المواد العضوية وغير العضوية عن بذور السمسم. تعمل هذه الأجهزة على إزالة الحبوب الخفيفة والمنتجات الضعيفة باستخدام حجرة التفريغ، بالإضافة إلى فصل السمسم حسب الوزن والحجم بطريقة فعّالة ودقيقة. تساهم هذه المرحلة في تحسين جودة المنتج وزيادة فعالية جميع مراحل المعالجة التالية.

بعد التنظيف، تأتي مرحلة التقشير، حيث يتم إزالة القشرة الخارجية للسمسم لكشف اللب الأبيض، مما يزيد من قابليته للمعالجة ويجعل من السهل استخدامه في الإنتاج الغذائي والصناعي. تلي ذلك عملية فرز الألوان، حيث تُصنَّف بذور السمسم وفقًا لحجمها، وزنها، شكلها ولونها، كما تُستبعد البذور التالفة أو غير المرغوب فيها. تُستخدم في هذه المرحلة أجهزة متقدمة مثل Tanis Sorton Zeugma المزودة بكاميرات Full HD مزدوجة وخوارزميات ذكاء اصطناعي، والتي تقلل الفاقد بدقة وتضمن أعلى مستوى من الجودة.

مرحلة التحميص تعتبر أساسية لتعزيز النكهة الطبيعية للسمسم. تستخدم آلات التحميص تدفق الهواء الساخن للتحكم بدرجة الحرارة بدقة، مما يحافظ على القيم الغذائية للبذور ويزيد من رائحتها وطعمها المميز، كما يمنحها قوامًا مقرمشًا مرغوبًا.

بعد الانتهاء من جميع المراحل السابقة، يتم تخزين السمسم المعالج في بيئات محكمة الرطوبة ودرجة الحرارة للحفاظ على جودته لفترات طويلة. أخيرًا، تُعبأ منتجات السمسم في عبوات بحجم 25×50 سم، بما يضمن سهولة التخزين والنقل والبيع.

تعمل جميع هذه الأجهزة والأنظمة بانسجام تام، مما يضمن تدفق الإنتاج بشكل سلس وفعال، ويزيد من كفاءة العمليات ويقلل الفاقد ويضمن إنتاج منتج نهائي عالي الجودة. تعتمد المصانع الحديثة على دمج التكنولوجيا المتقدمة مع المعدات التقليدية لتحقيق أقصى استفادة من كل مرحلة من مراحل معالجة السمسم، وتلبية متطلبات السوق المحلي والدولي.